التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ملخّص تعريفي لكتاب "الطبيب الطريد"




ملخّص تعريفي لكتاب "الطبيب الطريد"

يُعَدّ كتاب «الطبيب الطريد» شهادة حيّة نادرة توثّق إحدى أحلك فترات جبل لبنان خلال الحرب العالميّة الأولى، كما يُعتبر من أوائل السّيَر الذاتيّة المكتوبة بالعربيّة في المشرق. مؤلِّفه الدكتور طانيوس أبو ناضر – طبيب لبناني تخرّج من معهد الطبّ الفرنسي في بيروت وأكمل دراسته في الآستانة – يدوّن في هذه المذكّرات تجربته حين اضطُرّ إلى التخفّي هربًا من الملاحقات العثمانيّة بسبب نشاطه الوطنيّ ومناصرته لاستقلال لبنان.

كُتب المؤلَّف في مغارة «الدولاب» سنة 1916، ونُشر أولًا في حلقاتٍ في صحيفة «البشير»، قبل أن يصدر لاحقًا ككتاب مستقلّ. يمتزج فيه السرد اليوميّ بالتحليل الاجتماعيّ والسياسيّ، ويتناول أبرز القضايا التالية:

  • المجاعة الكبرى (1915-1918) الناتجة من الحصار العثمانيّ وغزو الجراد، وانهيار شبكة الإعالة المرتكزة على تحويلات المهاجرين.
  • رحلة التخفّي والمطاردة بين كهوف بسكنتا وصنين وطرقات زحلة الجبليّة وقرى كسروان، وما رافقها من قصص الخيانة والبطولة والتضامن الشعبيّ.
  • عنف الحكّام العرفيّين والجند المحليّين ضد الأهالي، واعتقال ذوي الكاتب، ومصادرة ممتلكاته، كصورة فاضحة لعسف «الدولة الرابعة» العثمانيّة.

بأسلوبٍ يجمع بين السرد المشوّق والمغامرة والخطابة، يرسم أبو ناضر بانوراما دقيقة لجغرافيا الجوع، وهشاشة الإنسان أمام عنف التاريخ، مبرزًا إرادة الصمود التي حافظت عليها الروابط القرويّة. يُعدّ الكتاب مرجعًا لا غنى عنه للباحثين في تاريخ المجاعة، والحركة الوطنيّة المحلّيّة، وبواكير الحسّ الاستقلاليّ الذي أفضى إلى نشوء دولة لبنان الكبير.

لماذا يستحقّ القراءة اليوم؟

  • يوثّق تفاصيل دقيقة للحياة اليوميّة خلال الحصار، من منظور شاهد عيان.
  • يكشف آليّات المقاومة المدنيّة: من تخزين القمح وتشكيل شبكات الإغاثة إلى حماية الفارّين، قبل نشوء منظّمات الإغاثة الحديثة.
  • يذكّر بأنّ المجاعات ليست دائمًا كوارث طبيعيّة؛ بل غالبًا ما تكون من صنيعة السياسات والحروب.

احصل على نسختك الرقميّة اليوم 

⟶ تنزيل مجاني (PDF)

د. منير معلوف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العلاقة بين الأدب العربيّ والأدب اليونانيّ

A mediaeval Arab depiction of Aristotle teaching astronomy to other Greek scholars           مقدّمة           إذا نظرنا إلى الحضارة الإنسانيّة بمفهومها الشّامل نجد أنّه لم تقُم إلى الآن، في الشّرق والغرب والشّمال والجنوب، سوى "مدنيّةٍ إنسانيّة واحدةٍ كبرى"، جمعت ثقافات النّاس وحضاراتهم على مرّ العصور. ذلك أنّ التّأثّر والتّأثير والاقتباس تبادلٌ بين الأمم، والأنظمة الاجتماعيّة والسّياسيّة أبدًا في تفاعل، وهذا من بواعث التّجدّد في العلوم والأفكار والآداب والفنون التي تعكس التّطوّر الإنسانيّ. لقد حظيت الحضارة اليونانيّة باهنمام الشّعوب المُجاورة منذ أقدم العصور، وكان تأثيرها عظيمًا في ميادين مُختلفة. وإذا كانت فتوحات الإسكندر في القرن الرّابع قبل الميلاد قد أتاحت للعرب أوّل اتّصال بالثّقافة اليونانيّة، غير أنّ أثر هذا التّلاقي لم يظهر إلاّ خلال النّهضة العبّاسيّة، وبخاصّة في عهد المأمون، إذ راح مُترجمون رهبان في الرّها وجُنديسابور وحرّان وغيرها ينقلون العديد من مؤلّفات اليونان، عبر ترجمة إلى السّريانيّة ...

المنحى الإيديولوجي في مذكّـرات الأرقـش. ميخائيل نعيـــمة

المنحى الإيديولوجي في مذكّـرات الأرقـش (ميخائيل نعيـــمة) مقدّمـــة لعلّ رواية " مذكّرات الأرقش " تشكّل السّتار الأمثل الذي يتوارى وراءه ميخائيل نعيمه ، فيمرّر ما يشاء من أفكار وآراء وأيديولوجيّات، من دون أن يبدوَ ذلك وعظًا وإرشادًا أو تعليمًا سافرًا ومباشرًا. وهو يروي من دون أن يتدخّل في مجريات الأحداث، وبذلك يتجنّب السّقوط في فخّ "الأنا" الذي قد يجرّ إلى سوء فهم الأفكار التي يريد الإيحاء بها، ويمنع تداخلها وشخصيّةَ بطل الرّواية، وسيرَ العمل السّرديّ. وبالرّغم من أنّ نعيمه يحاول فصل "الأنا" السّرديّ عن "الأنا" الأديب، إلّا أنّ اصطناع ضمير الغائب "الهو" في الخدعة السّرديّة لا يلغي دور الأفكار التي يبثّها، نقلًا عن مذكّرات الأرقش التي يروي أنّه قرأها. في خاتمة الرّواية يظهر نعيمة بضمير "الأنا"، فيخاطب الأرقش وجهًا لوجه، وإذا الأفكارُ تتلاقى، والرّؤى تتعانق. "والأشواق والرّؤى لا بدّ لها من ترجمان، والتّرجمان لا بدّ له من قلم أو من لسان". ويختم نعيمة رسالته إلى "أرقشٍ" لا بدّ من أن يكون في مكا...

أخطاء لغويّة شائعة: دليلٌ عمليّ لتصويب ألسنتنا وأقلامنا

  📘 أخطاء لغويّة شائعة دليلٌ عمليّ لتصويب ألسنتنا وأقلامنا بقلم د. منير معلوف في زمنٍ تتسارع فيه وتيرة النّشر، وتختلط فيه مستويات الخطاب بين المنطوق والمكتوب، تزداد الحاجة إلى مرجعٍ موثوق يعيد للّغة العربيّة نقاءها ودقّتها. من هنا، يأتي كتاب «أخطاء لغويّة شائعة» ليكون رفيق كلّ غيور على سلامة لغة الضّاد، من صحافيّين وكتّاب ومدرّسين ومدوّنين وطلّاب. ترتيب ألفبائي واضح يقدّم الكتاب تصحيحات مبنيّة على قاعدة «يُقال / لا يُقال» مع شروحات مختصرة تشرح الخطأ وتعرض الصواب، بأسلوب مبسّط يُسهل الرجوع إليه. تعليل لغوي دقيق وميسّر لكلّ تصويب شرحٌ علميّ مقتضب، يعرض القاعدة بلغة يفهمها غير المتخصّص، من دون التّفريط في الدقّة العلميّة. ملحق غنيّ بالفوائد يضمّ تنبيهات إملائيّة، وأمثلة على كلمات متشابهة الشّكل مختلفة المعنى، والأسماء التي يكثر الخطأ في تذكيرها أو تأنيثها، وغير ذلك من العثرات الشّائعة. مرجع موثوق الاستناد إلى عشرات المراجع اللغويّة الأصيلة والمجامع العربيّة المعتمدة، جامعًا بين أمانة النّقل ووضوح العرض. إنه كتاب لا غنى عنه لكلّ من يكتب أو يحر...